كويكول
من الصّعب أن تتعامل بلطف مع شخص يُحبّك بينما أنت لا تبادله نفس المشاعر، فأنت دومًا في حيرة من أن يظنّ هذا الشّخص لُطفك معه حبًا، وأنت في الحقيقة تُكنّ له الاحترام والتّقدير فقط، لكنك لا تُحبّه بالطّريقة الّتي يظنّها ويخالها في نفسه، أو تخشى أن يبدو له أنّك تُحبّه عندما تهتمّ به، فيشجّعه هذا على الاستمرار في السعي إليك! وأنت تريده أن يتوقف عن ذلك فالطريق مُغلق، فتشعر بالضّيق وتُفكّر في طريقة لتردعه، أو تخاطبه بأسلوبٍ غليظٍ لتجعله ينفر منك، أو يكرهك، أو ينصرف غاضبًا لكرامته المُهْدَرة، فتبدأ في إيذائه بفعلٍ أو بكلمة، وعندما ينصرف جريح الفؤاد، يلازمك الشّعور بالذّنب، وتلتصق بك تفاصيل آخر لقاء بينكما، لن تنسى نظراته، وحزنه، وانكساره، وارتجافة كفّيه، وتعرّقه وهو يتخبّط من الصّدمة، وستتذبذب مشاعرك، وتتساءل في حيرة لماذا اُفكّر فيه؟ هل تعلّقت به؟ أم هو مُجرّد تعاطف؟ أم هو الحبّ لكنّك لم تكن تعلم؟ وأخيرًا تهدأ العاصفة الّتي تجتاح كيانك عندما تردد في نفسك أنّ هذا هو الأصح والأسلم له ولك.. قد نكون قساة أحيانًا لنغلق الطّريق على من يرغبون فينا ولا نرغب فيهم حتّى لا تضيع حيواتهم هباء وهم يُلاحقوننا، وقد يتصدّعون من الدّاخل، لكنّ تلك الصّدوع ستبرأ عندما يتعافون منّا، وسيبرد جرح قلوبهم حتمًا بمرور الزّمن، والحبّ ينزح الحبّ، وهذا ما كان يرجوه لها، أن تُحبّ غيره ليبرأ جرح قلبها.
#حنان_لاشين
البعض يمرّون من خلالنا بأرواحهم فيتركون أثراً جميلاً ،وبصمة خفيّة ،شفرات لا تفك ألغازها ،وتظل أبواب أرواحنا مفتوحة لهم، يتسللون إلى صدورنا في أي وقت يحلو لهم ، فجأة دون تنبيه وخفية بلا استئذان ، حضورهم أثير ، وكأن صدورنا غدت بيوتاً لهم ! وإن غابو ستظلّ أطيافهم تجول في الحنايا وبين الضّلوع ، نستأنس بها ، ونستعذب الذّكريات ، حتى نلقاهم مرة أخرى ...من رواية:
#حنان_لاشين
اللغة : العربية
اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : الأدب العربي
الفئة : روايات عربية
الحجم : 5.51 MB
عدد الصفحات : 379
المؤلف : حنان لاشين
هذا الكتاب من تأليف حنان لاشين و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

اشترك في بريدنا الالكتروني
0 تعليقات على " كويكول"
إرسال تعليق